mercredi 14 mars 2012

مدوّنون و معتوهون في قصر قرطاج


ما حدث.....؛

كأغلب المدوّنين التونسيّين الذين كان لهم قلم قبل الثورة، تمّت دعوتي لحضور "ندوة ثقافيّة" في قصر قرطاج لتخليد ذكرى وفاة زهير اليحياوي، أوّل شهيد حقيقي للعالم الإفتراضي

خلال سويعات، و ككلّ الحضور تقريبا، تردّدت في الذهاب إلى ذاك القصر الذي يحمل اليوم صورة حكومة غنّوشيّة بائسة راكعة لشياطين الخليج، متناسية لقيم الدّولة و ملطّخة بأظلافها ترابا عزّ منذ قرون

تردّدت ربّما حتّى لا يقع ربط صورة المدوّنين التونسيّين بالصورة القبيحة لذوي القرار، و التي ما انفكّت حكومتنا الجليّة تزيدها سماجة و شنوعا يوما بعد يوم

تردّدت خاصّة حتّى لا يقع الخلط بين المصداقيّة المطلقة التي يحظى بها المدوّنون التونسيّون و المصداقيّة المهتزّة (و في العبارة تلطيف) للحكومة البليدة التي نعاني

لكن هذا التردّد لم يدم طويلا باعتبار أنّ الدّعوة كانت موجّهة من قبل صديقي محافظ نورمالاند، و ثقتي في شخصه و مواقفه (التي قد أختلف في جلّها معه) تجعلني أقبل عن طيب خاطر. و ملاقاة أصدقاء آخرين حثّتني كذلك على المشاركة في هذه النّدوة

زد على هذا أنّ قصر قرطاج (كالإيليزي و المونكلوا و البيت الأبيض و غيرهم) هو رمز للدولة و ليس للحكومة. فكلّهم مرّوا...، و بقي

لن أعود للأحداث الإستعراضيّة التي صاحبت اللقاء من طرف بعض بهلوانيّي الفايسبوك، لأنّ هؤلاء البهموت الجهلوت (كما كان قد قال الدكتور كمال الزغباني) الذين يريدون التحاف البطولات و ارتداء أزياء الثّوّار بعد الثّورة و تبنّي سياسة الثعابين في التّغطّي تحت السقوف الحاضرة (ماو يقلّك: فلان كيف الحنش، لا يحفر غار و لا يبات البرّة) لن يطالوا بثُقلهم و دناءتهم و وقاحتهم و قلّة أدبهم سمعة معشر المدوّنين الذين، رغم طول نصوصهم و شرف شجاعة أقلامهم أيّام الجمر، لم يدّعوا بطولات و لا جهادا و لا كفاحا مفتعلا.....، فما أيسر الجهاد بعد رحيل بن على

اللقاء كان شعائريا في بدايته، و شهد دموع جلّ الحاضرين حين وقع تكريم زهير اليحياوي و منحه الصّنف الأوّل من وسام الجمهوريّة الذي تسلّمته والدته و هي تخفي بصعوبة و كبرياء وجع فراق من أهدت للوطن



و كانت رؤية هذه العائلة، بتواضعها و رفعة أخلاقها و ودّيّتها و جمال مظهرها، أحلى ما في اللقاء

بعد ذلك تواترت الآراء في صخب مزعج حينا، في سرد مملّ أحيانا، و في بلاهة مضحكة أحيانا أخرى...، لي ملل في سردها، و حتّي في تذكّرها

ما لم يحدث.....؛

أهمّ ما في الأمر لم يحدث

فما الجدوى من تركيز يوم وطنيّ لحرّيّة الأنترنات دون تفعيل أدوات لحمايتها و حماية مستعمليها؟

المطلوب كان أن يفتح نقاش حول كيفيّة تثبيت أدوات تضمن حرّيّة التعبير، و تضمن حماية الأشخاص الذين يمارسون هذه الحرّيّة

دور الدّولة بالأساس هو حماية مواطنيها و الضّمان لهم بممارسة كلّ حقوقهم دون قيود و لا حدود

فما معنى أن يخاف المواطن على حياته اليوم أكثر من زمن بن علي؟

بالأمس كنّا نخشى السّجن بلا محاكمة، و اليوم أصبحنا نخشى الإعدام و قيام الحدّ (و طبعا دون محاكمة)؛

كان من المجدي و المعقول أن نفتح نقاشا حول حرّيّة التعبير و حرّيّة الضمير مثلا.... فما معنى أن يخاف المواطن اليوم عند التعبير عن عقائده و إيماناته تحت الصّمت الحليف للحكومة؟

أليس من أدوار الدّولة حماية حرّيّة المعتقد و التفكير عند مواطنيها؟ أليست حرّيّة التعبير هي القضيّة الأساسيّة التي جمعت كلّ المدوّنين منذ انطلاق هذه الظاهرة؟

ألم يعد الحقّ "للكفّار" مثلا أن يعيشوا تحت سقف هذه البلاد الطّيّبة؟

أحقّ التّعبير عند شقّ يرادفه واجب الصّمت عند شقّ آخر؟

كلّ هذه النقاشات، أو بعضها، كان لها أن تطرح في لقاء جمع لأوّل مرّة كلّ أصناف المدوّنين تحت سقف أسطوريّ كسقف قصر قرطاج، لكنّ القدر الذي أتاح لبعض المعتوهين تعكير صفو الندوة كان له رأي آخر

mercredi 7 mars 2012

العلم يتدنّس...، و شطر بزّولة تدخّل للحبس

اليوم على ترابها الّي الدّم مازال شاحش منّو.....، اليوم قدّام أهلها و امّاليها، بين بناتها و أولادها و النّوّار الّي محلّيها، و من غير ما يحسّوا بوجيعتها و لا يسمعوا دعاويها...، اغتصبوها من غير شفقة و لا رحمة و دنّسوا ذكريات جدّيها

اليوم ما همّتهمش ريحة ترابها و شجرها و حجرها و بحرها و صحرتها و آثارها و غبارها و امطارها و الحجر الّي باني ديارها

اليوم ما حسّوش هواها الّي يتنفّسوا فيه، و ماها الّي يشربوا فيه، و قمحها الّي يرهجوا فيه، و دواها الّي يداويوا بيه، و مكتبها الّي قراوا فيه، و شطّها الّي سنين يصيّفوا عليه

اليوم ما تذكّروش قدّاش هداتلهم دمّ و دموع، و المحبّة الّي جرات بين الرّبوع، و الشّهيد الّي تحدّى الممنوع و سافر بلا رجوع، و البو الّي على ولدو موجوع، و الكرطوش الذي مازال محبوس بين الضّلوع

اليوم من غير حشمة و لا جعرة، علمها، هيبتها، رمزها، مفخرتها، ألوانها، زينتها، همّتها، عزّتها، وجهها، غزرتها....، يتقطّع و يتهان و يتخفضلو الشّان، و يتمسّخ و يتمرمد...، باسم "الرّحمان"

اليوم العلم تدنّس و تهان...، بين يدين فرخ جبان، حاسس روحو عندو بزايد إيمان...، البارح راكش خايف مالسّلطان، و ما يجبدش الحاكم حتّى على طرف اللّسان، و اليوم كيف أسيادوا حلّوا قدّامو البيبان، و كيف غابت عليه الحجّة و البرهان، جاب زوز شوالق من افغانستان، ولّى يطوّل في اللّسان...، و حطّ كسرتو على أغلى ما عندنا من أوّل الزّمان

بطبيعة الحال، النّيابة العموميّة موش باش يقلّقها ياسر الموضوع و ماهاش باش تطوّل معاه، و كان خلات تو يوقّفوا فرخ مالفروخ، يشدّوه عندهم أربعة و الاّ خمسة أيّام، و من بعد يقولولنا كي العادة "غلطنا...، طلع موش هوّ"

على خاطر النّيابة العموميّة متاعنا (الّي يمثّلها وزير عندهم ضربان التّرمة حاجة عاديّة في سبرهم) ما تصدمها كان شطر بزّولة على جريدة و الاّ واحد معنّق صاحبتو...، أما العلم و شرف و همّة البلاد، الدّك فيها و في الكلاب


توّا أما أخطر عالبلاد؟ هاذي....؛


و الاّ هاذي؟؟؟



تفوه عليكم و علّي ربّاوكم يا حيوانات يا زنوس يا طحّانة

vendredi 2 mars 2012

صباح العار و الزنّار


صباح العار و الزّنّار، و السّواك الحار، عالشعب الّي ثار، في بالو عدّل الأوتار، و صلّح الأعوار و ولّى يمشي بالرّنّة

صباح العار و الزّنّار، على وزير طفـّار، الّي كي يطيح النهار، يرخف الأزرار، و يسفـّو في الجار، و يمدّ وجهو لا كان و لا صار...، آش كان عليه؟ ماهو الاّ مرض الكبار، و عاقبتها ما تكون كان الجنّة

صباح العار و الزّنّار، عالشّيخ الغدّار، جاي من وراء البحار، و رث الرّئيس الفارّ...، علّوش بالفستق و كافيار، في شهرين باعها بالدولار...، خلّى الشّعب مهبّطهم حيار، علّي في الجّبانة و الّي في السبيطار، و زيد مطنّش علينا هاك السِنّة

صباح العار و النقمة، كي نهار 23 فقنا مالحلمة، على رئيس ما عندوش كلمة، و خو الوزير طايح على ترمة، و الّي يخرى خرية يردّوهالنا حكمة، و النّواب تكذب بلا حشمة، و الناس غلات عليهم اللّقمة، و الحزب الأحرش النّاحس

صباح العار و الهموم على شعب ضارب النّوم، لحية و قميص و الاّ تحت شوليقة مغموم، تنوير و تكفير و كلام مخروم، لا قراية لا رواية لا فعل مخدوم، فتاوي و غزاوي و راي معدوم، و العوج مغروس فيه خانس

صباح العار و البول على رئيس مهبول، لا زين لا طول، لا منطق لا قبول، زالعها في كلّ ما يقول، تقول بالعو و الاّ مثمول، القلب فيه مقتول، العقل منّو مسلول، كلامو كلام مزطول، و المخّ فيه ناعس

صباح العار و الصّبّار، عالمدوّن المحتار، الّي كان يكتب ليل مع نهار، معلّي صوتو جهار في النّهار، و عمناول ملقّي صدرو للنّار، خليل و فاطمة و جولانار، و لينا ومورو و خمّوس البهبار، يلقى روحو ملموم بالأخطار و الّي البارح ثوّار اليوم طلعوا تجّار، و حدّ ما فيهم على بلادو مغيار، لا يهمّو تفيض بوسالم لا تتحرق قابس

صباح العار على ها الرّهوط، من فوق عامل لحية و اللّوطى مكحوط، السروال مشمّر و المخّ مربوط، لا ريحة فاوحة لا شعر ممشوط، شادّين الثّنيّة من نهج مغلوط، لوّحوا البلاد لا قيود و لا شروط، رزاونا في الألمان و الطّلاين عالشّطوط، كنّا في بير زادوه أربعة حيوط، و.....، ولّى البلاء علينا كادس

mardi 28 février 2012

رشيدة عمارة، سافرة من وطني...، في برلين



في حين يتناحر بنو وطني
حول قضايانا المصيريّة المتعلّقة بشعر ذقوننا و بظور بناتنا و طول سراويلنا و حلق رؤوسنا و لحاف وجوهنا و معاني أحلامنا و أحكام اختلاطنا و سماع موسيقانا و لمس خصيتينا و حجاب المذيعات و رؤية المحرمات و مضاجعة القاصرات و ضوابط التواصل بين الجنسين عبر الإنترنات و عورة الرّضيعات و إرضاع الكبيرات و مجامعة الكافرات و كشف العورات و مشاهدة المسلسلات و نقاب المسلمات و الإنفراد بالمدرّسات و الرّقص في العروسات و شواطئ الحمّامات و رشّ العطورات و فضّ البكارات و و كلّ ما شحن عقولنا بين ذاهب و آت....، تنطلق وردة تونسيّة رشيدة أصيلة نأت عنها نفسها التّصنّت للهاترات و القضايا السّاذجات لتنفث فنّها بين ذوي العقول النّيّرة و ترفع شأننا في عقر دار قوتة و قروبيوس و باخ، بلوحات أدهشت متطلّعيها بجمالها و عمق معانيها.

اليوم تحلّق فنّانة من بيننا لتحطّ في واحد من أعرق معارض برلين، حاملة أحلامنا و أفراحنا و أوجاعنا، أو البعض منها...؛

اليوم شرّفت الوطن إحدى بناته الّتي أحبّته دون مساومات و لا طمع و لا تعبّد

اليوم نرى مواطنتنا رشيدة عمارة تتربّع على إحدى قمم العالم، لترفع لنا عيونا ذلّت تحت قيود الأديان و العقائد البليدة

فشكرا رشيدة...، شكرا حبيبتي...، و شكرا لوطن منّ علينا بأصابع كما لديك



Exposition personnelle de Rachida AMARA "LINES FACTORY" à la galerie GRAFIKSTUDIO à Berlin, du 16 mars au 16 avril 2012

ما أحلى سافرات وطني....؛