
اليوم أقول لكم كيف حاكمت نفسي و كيف قضيت ببرائتي
أوّلا، باغتتّ نفسي أقبّل يدا صفعتني ..... فقلت أنّها، حتما مُدّت لمداعبتي، فلا أقسو عليها
ثمّ وجدتني أعرّض صدري لحماية من رماني خلفه، فقلت انّ فرط حيائه أربكه، فخجل أن يلتفت لي
ثمّ أهديت أحدهم نعلي و رضيت الحفاء، فرماني به ضاحكا ..... قلت أنّه ليس لي من روح الدّعابة ما يكفي لفهم ضحكه
أبحرت يوما، فرمتني الأمواج فوق جزيرة ضيّقة، ..... لم ألقي لومي على البحر، بل قلت أنّ جمال أمواجه سوف ينسيني وحدتي
ثمّ رأيت كلابا ينهشون يدي و يبصقون قطعها خلفهم، فقلت: ما نفع الأيادي أمام جمال شبع الكلاب؟
و رأيتني أنسى الورود الّتي تقدّم لي، فقلت أنّها بلا شكّ أهديت لي خطأً
تلك هي تهمي ..... و هكذا كانت أحكامي
لا أعلم إن كنت قد ظلمت نفسي و أخطأت حكمي، ..... لكنّي فـخور ببرائتي، حتّى و إن كانت تألمنــي