فمّا حكايات قديمة، فمّا أيّامات ما يتعاودوش ديما، أيّامات قصار، أما ليهم في القلب قيمة.
صحيح فيهم الفالصو و فيهم البريمة، و فيهم الّي تحسّ روحك مجنّح و فيهم الّي تتحبس على كليمة. أما رغم المرارة و العزارة و سوء الدبارة، كيف تتفكّرهم، وجهك يصوّر تبسيمة و تقول: عالأقلّ العمر ما مشاش خسارة.
أما تعرف.... الأيام فيسع يدورو و كيما فيهم الغالي، فيهم الّي بو دورو، تنسى معاهم الوجيعة و الدمعات الّي كانو في اللّيل يثورو، و تقول: الّي باعك بالفول بيعو بقشورو، أما... ما تنجّمش
ما تنجّمش على خاطر فمّا حاجات ياسر قويّة، لا يفهمهم عرّاف و لا طبيب قاري في الكلّيّة. حاجات... حاجات كيما ضحكة على حكاية ذهبيّة: من داخل يمكن قبيحة و فيها برشا عوج في النيّة أما كي تثبّت مليح، تلقاها صافية نظيفة و نقيّة... و الاّ كيما دولاشة بين زناقي الكتب و الكلمات المنسيّة، و قتلّي تمسح الغبرة على عنوان فوق ورقة مرميّة، تسمع ضحكتو و تحرقك غزرتو و يقلّك: ما تحقرنيش، أقرب بحذايا شويّة، مازال عندي ما نحكي، توحّشتكم...، عنّقني بيدّك القويّة.
و الاّ كيف تدخل لظلام المدينة و تاقف قدّام تصويرة و الاّ تحت صبّاط وقت الشتاء (المطر) الغزيرة و تسأل روحك بين يقين و حيرة... "كيفاش انّجّم ننسى؟"
ما تنجّمش زادا على خاطر وقتلّي يحضر العيب، و يتقالّك كلام للهمّ يجيب... كلام يفسّخ الضحكة و يزرع البكاء و النحيب و يخلّيك تقول: يا عالي ماصاب أجلي قريب. وقتها تحسّ روحك عليل و تشوف راسك نبت فيه الشّيب، من صاحب عطيتو جنبك و طلعلك غدّار خدّاع كيف الذيب... أما بعد ما تهزّ و تحطّ و تخلّي الفكرة تطيب، تعرف الّي ماهو إلاّ بشر، و البشر بالطبيعة يخطا و يصيب، و تقول نعرف الّي العقل يحضر و يغيب و خلّي عالأقلّ قلبي صافي، أبيض كيف لون الحليب.
أما تعرف الّي فمّا فرق و الّي الناس الكل موش كيف كيف...، فرق بين الّي بايت وحدو و الّي معنّق الحبيب، بين الّي بجنبو أمّو و بين الّي تربّي ربيب، بين الّي بوه يكنس و بين الّي بوه طبيب، بين الّي العالم بلادو و بين الّي في بلادو غريب، بين الّي عامو بلاطة و بين الّي عامو خصيب، و بين الّي بايت شبعان و بين الّي صغارو بالشّر و هو يدعي يا ربّي يا منيب