لأنّي لم أحتمل أن أرى مئات الحافلات تحشد آلاف "المواطنين" لتصفّق في استعراض الرّئيس و قد تُرك العاملون و الطّلبة بدون وسيلة نقل لمدّة يومين كاملين... أنا تجمّعُـفوبي.
لأنّي كرهت أن أرى سيّارة حكوميّة (تحمل رقم 02) و التي ندفع ثمنها غاليا عن طريق الضّرائب تُخصَّص مع وقودها مجّانا... لمساعد الكاتب العام للجنة التنسيق... أنا تجمّعُـفوبي.
لأنّي لم أعد أحتمل أن أرى كلّ مواطن يرتعش خوفا كلّ ما أباح له فكره انتقاد النّظام... أنا تجمّعُـفوبي.
لأنّي أرفض أن ينسب التجمّع لنفسه مرحلة استقلال البلاد و تأسيسها...أنا تجمّعُـفوبي.
لأنّي لم أعد أحتمل أن أرى قيمة بطاقة اشتراك في التجمع تفوق قيمة شهادة الدّراسات المعمّقة في سوق الشّغل...أنا تجمّعُـفوبي.
لأنّي لم أعد أحتمل رؤية شعارات بنفسجيّة مضحكة تحلّي شوارع البلاد و تثير سخرية زائريها...أنا تجمّعُـفوبي.
لأنّي لا أزال أحلم بالحرّيّة و لأنّي أؤمن بأنّ الحرّيّة حلم سهل الإدراك...أنا تجمّعُـفوبي، ... أنا تجمّعُـفوبي، ... أنا تجمّعُـفوبي، ... أناتجمّعُـفوبي.
هذه سبعة أسباب لتبرير "تجمّعـفوبيّتي"... و ربّما لو بحثت مليّا داخل نفسي لوجدت سبعة آلاف سبب آخر، أو ربّما سبع و سبعين ألفا...، أو ستّ مائة و ثمانين ألفا، أو ملايين آلاف الأسباب...